شهدت مدينة طنطا حدثاً صحياً بارزاً اليوم حيث قام اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، بتدشين المرحلة الثانية من قسم أورام الأطفال في مركز أورام طنطا المتخصص، بتكلفة بلغت مليوني جنيه مصري.
يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مسار تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للأطفال المصابين بالسرطان في محافظات الدلتا.
حضر مراسم الافتتاح نخبة من المسؤولين البارزين، منهم الدكتور إسحاق جميل، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتور أسامة بلبل، وكيل وزارة الصحة بالغربية، والدكتور محمد شوقي الموافي، مدير مركز أورام طنطا، بالإضافة إلى الأستاذ ممدوح النجار، رئيس حي أول طنطا.
أشار محافظ الغربية خلال كلمته إلى أن هذا المشروع الحيوي يأتي ضمن استراتيجية الدولة الشاملة لتطوير المنظومة الصحية، مع تركيز خاص على المنشآت التي تخدم الأطفال المصابين بأمراض مستعصية.
وأوضح أن السلطات المحلية تولي عناية فائقة بمرضى السرطان، وتعمل بتناغم مع كافة الجهات المعنية لضمان توفير أرقى مستويات الرعاية الطبية.
تتميز المرحلة الثانية التي تم افتتاحها بثماني غرف داخلية مزودة بأحدث التجهيزات الطبية العالمية، بإجمالي 20 سريراً طبياً، ليرتفع العدد الإجمالي لأسرة القسم بعد اكتمال المرحلتين الأولى والثانية إلى 37 سريراً مخصصاً للأطفال الذين يكافحون السرطان.
وجدير بالذكر أن المرحلة الأولى التي دُشنت في يناير الماضي ضمت 17 سريراً و5 أسرة للعناية المركزة، مجهزة بتقنيات طبية متطورة، تشمل أجهزة التنفس الصناعي وأنظمة المراقبة المستمرة، فضلاً عن وحدة متخصصة للعلاج الكيماوي وأخرى لسحب عينات التحاليل.
وأكد اللواء الجندي أن أهمية هذا القسم تكمن في كونه مركزاً حيوياً يقدم خدماته لعدة محافظات في منطقة الدلتا، بما فيها الغربية وكفر الشيخ والمنوفية والبحيرة، مما يعزز دوره كنقطة ارتكاز أساسية في علاج الأطفال المصابين بالأورام في هذه المناطق.
وتفرد القسم بتجهيزات فندقية عالية الجودة مقاومة للبكتيريا، مما يؤمن بيئة صحية آمنة للأطفال المرضى، وفقاً لأرفع المعايير الطبية الدولية المتبعة في مجال مكافحة العدوى وتعزيز تجربة المرضى داخل المنشآت الاستشفائية.
خلال زيارته التفقدية، حرص محافظ الغربية على التفاعل المباشر مع الأطفال المرضى في غرفهم، حيث استمع باهتمام إلى قصصهم الشخصية وطموحاتهم المستقبلية، في أجواء سادتها المودة والاهتمام.
وأكد لهم أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتوفير أفضل سبل الرعاية الصحية الممكنة.
وبلفتة إنسانية مؤثرة، قام المحافظ بتوزيع الهدايا وفوانيس رمضان على الأطفال، مما أدخل البهجة إلى قلوبهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
وقد عبر الأطفال وذووهم عن امتنانهم لهذه المبادرة الكريمة التي أضفت أجواء من الفرح والسعادة داخل أروقة القسم خلال الشهر الفضيل.
وشدد اللواء الجندي على أن رؤية الفرحة في عيون هؤلاء الأطفال تشكل الدافع الأكبر لمواصلة الجهود الرامية إلى تطوير الخدمات الطبية المقدمة، مشيراً إلى أن المحافظة ستظل داعمة لكل المبادرات الهادفة إلى تحسين جودة الحياة للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة، وخاصة مرضى السرطان.
وفي ختام زيارته، أكد محافظ الغربية أن الدولة ستستمر في دعم الأطفال المرضى وعائلاتهم، وأن المحافظة ماضية في تطوير المنشآت الطبية لضمان حصول كل طفل على حقه الكامل في العلاج بأفضل الطرق المتاحة.
كما وجه رسالة أمل وتفاؤل إلى الأطفال المرضى، مؤكداً أن المجتمع بكامله يقف إلى جانبهم في رحلتهم نحو الشفاء، وأنهم سيظلون دوماً محل اهتمام ورعاية الدولة والمحافظة، لأنهم يمثلون أمل المستقبل وأغلى ثروة تمتلكها مصر.
