مسجد السيدة زينب يحتضن ملتقى ثقافياً يستعرض الجسور المعرفية بين مصر وإفريقيا

زينب العريق بالقاهرة فعاليات ملتقى الفكر الثقافي الثاني للوافدين مساء الاثنين بعد صلاة التراويح، الموافق العاشر من شهر رمضان المبارك 1446هـ (10 مارس 2025م)، متناولاً موضوعاً محورياً تحت عنوان “الجهود العلمية للدولة المصرية في إفريقيا”.
وذلك تحت الرعاية الكريمة لمعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وبإشراف مباشر من الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، كجزء من استراتيجية الوزارة الرامية إلى ترسيخ مفاهيم الوسطية وتنمية الوعي الديني خلال أيام رمضان المباركة.
بدأت الأمسية الثقافية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم قدمها القارئ أحمد عبد الهادي، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب.
فيما تولت الإعلامية جيهان طلعت، مدير عام متابعة البرامج والتنفيذ للشبكات الإذاعية، مهمة تقديم وإدارة الملتقى الذي استقطب اهتماماً واسعاً.
وقد سلط الشيخ محمد باري، الحاصل على درجة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر، الضوء على التاريخ العريق للعلاقات المصرية الإفريقية.
مستذكراً زيارة محمد علي باشا التاريخية التي مهدت الطريق لتوطيد العلاقات بين مصر والقارة السمراء، ما جعل الأزهر الشريف وجهة مفضلة للطلاب الأفارقة الراغبين في نهل العلوم والمعارف.
وأبرز باري الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في دعم ورعاية الطلاب الوافدين.
مشيراً إلى إنشاء مدينة البعوث الإسلامية كاستجابة مباشرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة بالصرح الأزهري العريق.
كما أشار المتحدث إلى المبادرات النوعية للأزهر الشريف في تخصيص منح دراسية لشباب دول غرب إفريقيا، بالإضافة إلى تأسيس مراكز تعليمية متخصصة في دولة غينيا.
موضحاً أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يتولى مسؤولية الرعاية الشاملة للطلاب الوافدين الدارسين في الأزهر.
وأكد باري على أن منهجية الأزهر الشريف تتميز بالوسطية والاعتدال، متجنبة الإفراط والتفريط، وهو ما يجعلها منارة علمية جاذبة لطلاب العلم من مختلف أنحاء العالم.
من ناحيته، أشاد الدكتور سيمور نصيروف، عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، بالنهج الأزهري المنفتح الذي لا يميز بين الطلاب على أساس اللون أو العرق أو الانتماء المذهبي، مؤكداً أن الأزهر يحتضن جميع طلاب العلم بروح من التسامح والانفتاح الفكري.
واستشهد نصيروف بمقولة لافتة: “تكاد لا تجد عالماً في العالم إلا وهو أزهري أو درس على يد عالم أزهري”، مضيفاً حكمة فقهية شهيرة: “إذا وُجد الماء بطل التيمم”، في إشارة إلى أن الأزهر هو المصدر الأصيل للعلم والمعرفة.
مدعماً ذلك بتجربته الشخصية حين فضل الأزهر على عشرين دعوة لمواصلة دراسته في الخارج، مؤكداً أن الأزهر يمثل المرجعية العلمية الكبرى.
واختتمت فعاليات الملتقى بفقرة ابتهالات دينية قدمها فضيلة الشيخ معوض الفشني، أضفت أجواء روحانية وإيمانية على اللقاء.
نالت استحسان الحاضرين الذين أثنوا على أهمية هذا الملتقى في تسليط الضوء على المساهمات العلمية المصرية في القارة الإفريقية، مشيدين بمستوى المتحدثين الذين أثروا النقاش وأضافوا إلى رصيدهم المعرفي الكثير.