أخبار

جوجل يحتفي بـ النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

رفع محرك البحث العالمي جوجل شعار دعم المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث خصص شعاره المتغير (الدودل) اليوم السبت للاحتفاء بإسهامات النساء في هذه المجالات العلمية المهمة، مسلطاً الضوء على تحدي التفاوت بين الجنسين الذي لا يزال قائماً رغم التقدم المحرز.

وتكتسب هذه المبادرة من جوجل أهمية خاصة في ظل استمرار هيمنة العنصر الذكوري على قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، المعروفة اختصاراً بـ”STEM”.

منذ ظهورها خلال عصر التنوير في القرن الثامن عشر، حيث ظلت مشاركة المرأة محدودة تاريخياً في هذه التخصصات الحيوية.

ويعكف الباحثون حالياً على دراسة الأسباب المتعددة وراء استمرار هذا الاختلال رغم مرور قرون على تطور هذه العلوم.

وترى فئة من العلماء أن هذا التفاوت نتاج لممارسات تمييزية مجتمعية، ويسعون لابتكار حلول عملية لتصحيح هذا الخلل، خاصة أن مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تصنف عالمياً ضمن الوظائف ذات المكانة المرموقة والأجور المجزية.

جهود دولية لرصد الفجوة وسد الفراغ

أعربت منظمات دولية عديدة، وعلى رأسها اليونسكو، عن قلقها من التمثيل الناقص للمرأة في هذه المجالات عالمياً، وانضمت إليها المفوضية الأوروبية ورابطة الأكاديميات وجمعيات العلوم الآسيوية “AASSA” في إطلاق مبادرات لتعزيز مشاركة المرأة في العلوم.

ورغم الجهود المبذولة لتوحيد وتحليل الإحصاءات المقارنة بين الدول، أكدت الخبيرة آن هيبنر كوبلتز ضرورة توخي الحذر عند تفسير هذه البيانات، مشيرة إلى وجود عقبات تحول دون إجراء مقارنات إحصائية دقيقة بين البلدان، حتى عندما تستخدم الدول ذات التعريفات للمصطلحات، إذ يمكن أن يختلف المعنى الاجتماعي للفئات من بلد لآخر.

خريطة المشاركة النسائية في العلوم عالمياً

أفريقيا تسجل مؤشرات إيجابية

وفقاً لإحصاءات منظمة اليونسكو، تشكل النساء نحو 30% من القوى العاملة في المجال التكنولوجي بأفريقيا جنوب الصحراء، وهي نسبة تتجاوز متوسطات بعض المناطق المتقدمة اقتصادياً.

تباين واضح في قارة آسيا

كشفت ورقة إحصائية نشرتها اليونسكو في مارس 2015 أن 30% فقط من الباحثين حول العالم هم من النساء، مع تسجيل منطقة آسيا تفاوتاً واضحاً بين أقاليمها.

وسجلت مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا وغرب آسيا اختلالاً ملحوظاً، حيث لا تتجاوز نسبة الباحثات 20% في كل من هذه المناطق الفرعية. بينما حققت آسيا الوسطى أعلى معدل توازن في المنطقة بنسبة 46% من الباحثين من النساء.

وتمثل أذربيجان وكازاخستان استثناءً إيجابياً، كونهما الدولتين الوحيدتين في آسيا اللتين تشكل فيهما النساء غالبية الباحثين، وإن كان بفارق ضئيل.

إندونيسيا: جهود حكومية وتحديات ثقافية

تعمل الحكومة الإندونيسية، وفقاً لتقرير اليونسكو، على تحقيق المساواة بين الجنسين، خاصة من خلال وزارة التعليم والثقافة، لكن القوالب النمطية المتعلقة بدور المرأة في مكان العمل لا تزال راسخة.

وتكافح النساء الإندونيسيات للاستمرار في حياتهن المهنية أو التقدم وظيفياً بسبب الآراء التقليدية والأعراف الاجتماعية السائدة.

وتظهر الإحصاءات تفاوتاً ملحوظاً في توزيع النساء على التخصصات العلمية المختلفة، إذ ترتفع نسبتهن في مجالات مثل الصيدلة وعلم الأحياء مقارنة بالرياضيات والفيزياء.

وفي مجال الهندسة، تختلف النسب بشكل لافت حسب التخصص، حيث تمثل النساء 78% من طلاب الهندسة الكيميائية، في مقابل 5% فقط من طلاب الهندسة الميكانيكية.

وأظهرت بيانات عام 2005 أن النساء يشكلن 31% فقط من الباحثين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إندونيسيا، بواقع 10,874 باحثة من إجمالي 35,564 باحثاً.

وفي الختام، تعكس مبادرة جوجل للاحتفاء بالمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اعترافاً عالمياً متزايداً بأهمية دعم المرأة وتعزيز مشاركتها في هذه القطاعات الحيوية، لتحقيق التوازن بين الجنسين والاستفادة من الإمكانات الكاملة للموارد البشرية في مواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية المستقبلية.

موندي خلف

أكتب لك الخبر كما هو دون مبالغة أو تزييف – التزام بالمصداقية والمهنية في كل مقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى